لماذا يجب أن تبتكر الحكومات؟ وهل هناك تعارض لإجراء التغيير والخروج عن المألوف في القطاع الحكومي؟ قد تبدو الحاجة إلى الابتكار في القطاع الخاص من الأولويات للبقاء في صدارة المنافسة ولكن في بعض الأحيان لا تكون هذه الحاجة ملحة بالنسبة للقطاع الحكومي.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
إن الطرق التقليدية لتطوير الحلول لن تكفي لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية حيث أنه من المستحيل التصدي للتحديات غير المسبوقة مثل تغير المناخ بالطرق التقليدية.
إن الاستجابة السريعة للأزمات أصبحت ضرورة لتجاوز المحن وليست مجرد إجراء تحسينات للتعافي. إن الابتكار الحكومي أصبح ضرورة أساسية لمواكبة وتيرة التغيرات المتسارعة التي تجتاح العالم.
إن ثقة الشعوب في حكوماتها تتراجع لعدد من الأسباب. الفشل في تلبية التوقعات هو أحد العوامل. بلغت التوقعات أعلى مستوياتها على الإطلاق بالنسبة للمواطنين. إن سقف توقعات المواطنين ارتفع بشكل ملحوظ حيث يتطلع المواطن إلى الحصول على تجربة متعامل سلسة وإضفاء الطابع الشخصي لتجربته بناء على احتياجاته الشخصية وبالتالي أصبح الابتكار في تقديم الخدمات ضرورة ملحة لتلبية توقعاتهم، والأهم من ذلك، يتوقع المواطنون من حكوماتهم أن تستمع إلي آرائهم واحتياجاتهم وأن تتفاعل معهم وتتشارك معهم في تصميم السياسات والخدمات الحكومية.
حيث إن السياسات الحكومية التي تم تطويرها بمعزل عن أفراد المجتمع أو الخدمات الحكومية التي تم تصميمها دون مشاركتهم كان لها أثر في شعورهم بالبيروقراطية والعزلة وانعدام المشاركة المجتمعية في القرارات الحكومية.
يتوجب على كافة الجهات الحكومية أن تتبني نهج الابتكار في تقديم الخدمات وتلبية احتياجات وتوقعات المتعاملين من أفراد المجتمع من خلال الإستماع إلى آرائهم ومشاركتهم في إعادة تصميم الخدمات بناء على توقعاتهم وذلك لبناء الثقة بين أفراد المجتمع وحكومتهم.
إن الموارد البشرية هم القوة الدافعة وراء تبني نهج الابتكار الحكومي وغالبًا ما يواجه القطاع الحكومي تحدي كبير في اجتذاب المواهب والكفاءات العالية في مجال الابتكار. وعادةً يبحث المبتكرون عن عمل في الجهات الحكومية التي توفر فرصاً تدريبية للتطوير المهني وتنمية مهارات الابتكار حتي يتمكنوا من تطوير حلول مبتكرة وغير تقليدية. وبالتالي إذا لم تقم الجهات الحكومية بتطوير بيئة داعمة لتطوير مهارات الموظفين وبناء قدراتهم فإنها ستواجه تحدي في جذب الكفاءات البشرية القادرة على إجراء تغييرات جذرية في الاستراتيجيات والكفيلة لإنجاز المشاريع التحويلية الكبرى.
من خلال تخصيص الموارد اللازمة للابتكار وترسيخ ثقافة مؤسسية تتمحور حول الابتكار لن تستطيع الجهات الحكومية جذب أفضل المواهب فحسب بل الاحتفاظ بها أيضًا حتى في ظل ظروف سوق العمل التنافسي. إن الاستثمار في رأس المال البشري يعزز قدرة القطاع الحكومي على مواجهة التحديات والإرتقاء بالخدمات الحكومية المقدمة.
انضم إلى قائمتنا البريدية للحصول على آخر الأخبار والفعاليات لمركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي.